السبت، 12 نوفمبر 2011

مِن ذكاءِ القُضاة

حدثنا الشعبي قال: جاءَت امرأةٌ إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالت : أشكو إليكَ خَيرَ أهلِ الدُّنيا - إلا رَجُلٍ سَبَقَهُ بعملٍ أو عَملَ مِثلَ عَمَلِه - : يَقومُ الليلَ حَتى يُصبح، ويَصومُ النَّهارَ حَتى يُمسي.  ثُمَّ أخَذَها الحياءُ فقالت: أقلني يا أميرَ المؤمنين (أي أُعذُرني).  فقال: جَزاكِ الله خيراً فقد أحسَنتِ الثناءَ، قد أقَلتُك.  فَلمّا وَلّتْ قال كَعبُ بن سور: يا أمير المؤمنين: قَد أبلَغت إليكَ في الشكوى.  فقال: ما اشتكت؟  قال: زَوجَها.  قال: عليّ بالمرأةِ وزوجُها.  فَجيء بِهِما، فقال لِكَعبٍ : اقضِ بَينَهُما.  قال : أأقضي وأنتَ شاهد؟  قال : إنَّكَ قد فَطِنتَ لما لَم أفطن إليه.  قال: فإنَّ الله يقول : "فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ"، صُمْ ثَلاثَةَ أيامٍ وأفطرْ عِندَها يَوماً، وقُم ثَلاثُ ليالٍ وبِتْ عِندَها ليلة.  فقال عُمَر: لَهذا أعجَبُ إليَّ مِن الأوّل، فَرحَّلَهُ بدابةٍ وبَعَثَهُ قاضياً لأهلِ البصرة.

هناك تعليقان (2):